مما قرأت
"تحرك المشاعر" الصنداي تايمز
للكاتب خالد الحسيني
الإهداء الذي قدمه الكاتب كان "إلى حارس وفرح نور عيني، وإلى أطفال أفغانستان"
من هو خالد الحسيني؟
خالد الحسيني كاتب أمريكي من أصول أفغانية ، درس الطب ومارس الكتابة فخرجت أولى رواياته "عداء الطائرة الورقية" وتصدرت قائمة الكتب الأكثر مبيعاً لمدة شهر.
ولد الكاتب في كابول ، وأمضى فيها طفولته ثم تنقل إلى بلدان أخرى نتيجة لعمل والده في السلك الدبلوماسي ثم لجوء العائلة إلى الولايات المتحدة ، بعد أن اجتاح الروس في أواخر السبيعنات من القرن الماضي وطنه الأم أفغانستان.
محور أحداث رواية عداء الطائرة الورقية
الرواية مرآة للمجتمع الأفغاني منذ بداية فترة الستينات مروراً بكل الأزمات التي مرت على تلك البلاد بما فيها إستيلاء حركة طالبان على كابول إلى ما بعد أحداث سبتمبر وتفجير أبراج التجارة.. في نيويورك.
لامس الكاتب عبر خمسمئة صفحة الواقع الأفغاني إلى حد كبير ، وجعل كل شخصيات الرواية أبطال بشكل ما، حتى تلك التي تأتي عابرة يرسمها بمهارة تجعلها تصلح لتكون قصة بمفردها.
الألم والحزن، الفرح والأمل، الخيبة والخذلان، الوفاء والغدر ، كل ذلك في مزيج يوزعه الكاتب كما توزع مصير أفغانستان بين أطماع الجميع.
يبدأ الكاتب نسج السرد منذ الطفولة "أمير وحسن" صديقان ويعيشان في نفس البيت يختلفان عرقياً "هزارة" و "بشتون" ويختلفان بالمكانة الإجتماعية "الخادم والسيد".
لكن علاقتهما تتجاوز ببراءة الطفولة تلك العقد الإجتماعية حتى ليبدوان كأنهما أخوة إلى أن يتغير مصيرهما في يوم من الأيام ويصبح الوعد الذي قطعه حسن لأمير "من أجلك ألف مرة ومرة" قيداً ثقيلاً، أعاد أمير بعد سنوات ليكفر عن خذلانه لوفاء حسن رغم خطورة رحلة العودة لبلاد أصبحت تحت سلطة متطرفة لأبعد حد.
عند قراءة هذه الرواية أنت لا تتابع طفلين يركضان خلف طائرات ورقية في شوارع كابول.. ستجري أنتَ الأخر خلف ذيل الطائرة الورقية ، صفحة وراء صفحة تتابع لاهثاً التحولات والأحداث التي تظهر على السطح المخفي نتيجة لصراع المصالح والأخوة الأعداء وما خلفه ذلك من تأثير مؤلم على حضارة أفغانستان وجعل أهلها تحت بؤس الفقر والحرب يحملون عاهات خلفتها الألغام كما يحملون قبعات رؤوسهم، اليتم والفقر انتشر مثل الوباء طوال سنوات الصراع.
لكن قلم الكاتب لمس كل شيء فأصبح بإمكانك أن تأكل خبز "النان" وتتذوق أشهى أسياخ الكباب عند أشهر مطعم في كابول وكما يرخي لاعب الطائرة الورقية خيوط لعبته لتعلو الطائرة في السماء.
ستتراكم الأحداث بإتجاه تصاعدي ومتشابك حتى لتبدو الشخصيات رغم تباعدها تلتقي في نقطة كأنها على صلة قربى.
ستتعرف على قسوة اللجوء والعنف الذي نزل على الجميع النساء والأطفال الحلقة الأضعف في كل صراع يسقط الجميع تحت قسوة ما، كما تسقط الطائرات الورقية في نهاية المطاف عند هزة ريح قوية.
ستتعاطف مع أكثر من ضحية "حسن" وطفله "سهراب"، والزوجة العقيم ، وستذهب في رحلة تعبر بك مدن بين الشرق التعيس والغرب السعيد وأنت تضع حزام الأمان خوفاً من أي مطب بين ممرات جبال الهندوكاش وبيشاور وسان فرانسيسكو ، وتحت عدسة الكاتب المكبرة تقرأ وجوه أبطال الرواية عن قرب شديد.
مأخذ بسيط على كاتب رواية عداء الطائرة الورقية
معرفته القليلة عن التعاليم الإسلامية جعلته يكتب مقاربة سطحية وبعيدة جداً عن حقيقة الدين عندما يحتاج إلى الإشارة لتلك التعاليم.. وهذا يحتاج لنقاش واسع في رأيي.
رأيي الشخصي في رواية عداء الطائرة الورقية
أشجع على قراءة هذه الرواية إنها عمل وجهد أدبي بذل فيه الكثير وستخرج من هذا العالم الذي رسمه الكاتب بمشاعر جديدة وكما يقول الأفغان "زندجي مجزره" أو"الحياة تسير" .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق